الاثنين 22 سبتمبر 2025

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

رحيل شيخ كتّاب القصة في مصر..سعيد الكفراوي..

  • 20:33 PM

  • 2020-11-14

القاهرة - " ريال ميديا ":

غيّب الموت الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوي، في ساعةٍ مبكرةٍ من صباح اليوم السبت، عن عمرٍ ناهَزَ 81 عاماً، حيث نشرت الصفحة الشخصية للكاتب الكفراوي، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نبأ رحيله. وعبَّرَ العديد من أصدقاء الكفراوي في مصر والوطن العربي، عن حزنهم الشديد لرحيله الذي يُعتبر خسارةً فادحةً للأدب العربي.

ونشر الروائي الفلسطيني يحيى يخلف على صفحته في "فيسبوك": وداعاً صديقي المبدع الكبير والإنسان النزيه الكاتب والروائي سعيد الكفراوي.. خسرت الحركة الثقافية المصرية والعربية علَمَاً من أعلامها الكبار.. لك الرحمة والمغفرة ولروحك الطمأنينة والسكينة والسلام.

وغرّد الروائي والكاتب الكويتي طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "سقط اليوم غصنٌ كبيرٌ من شجرة القصة القصيرة العربية"، مضيفاً: "سعيد الكفراوي ليس فقط قاصاً مبدعاً حافَظَ على صلته الوطيدة بفن القصة، لكنه ذاكرةٌ إنسانيةٌ مصريةٌ عربيةٌ عظيمةٌ".

وعبَّرَ الناقد الأدبي المصري د. مدحت الجيار، عن حزنه الشديد لرحيل الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوي، بعد صراعٍ مع سرطان الكبد، قائلاً: "إن رحيل الكفراوي سيأخذ مني وقتاً كبيراً كي ألملم حزني عليه".

وتابع الجيار في تصريحاتٍ نقلها عنه موقع "البوابة نيوز": سعيد الكفراوي أحد كتّاب هذا الوطن.. عاش بين القرية والمدينة وبين مصر والعالم العربي، وأخرج ما في داخله من مشاعر تكاد تكون شاهدةً على الواقع المؤلم الذي يعيشُهُ، فكتب مجموعاتٍ قصصيةً كلها تُفصِحُ عن تجارب خاصة جداً للكفراوي، وفي نفس الوقت تقدّم دلالاتٍ عامةً عن الوضع الاجتماعي والسياسي في مصر، خلال مراحل زمنية مختلفة أو في عهود سياسية عِدّة. 

وأكد أن الكاتب والقاص سعيد الكفراوي كان دائماً ضد الديكتاتورية، ويؤمن بالحرية، ومنحازاً للشعب المصري في كل قضاياه، بحيث غيَّبَهُ الموت بعد رحلةٍ طويلةٍ في العمل وفي الكتابة، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بعام، ما يجعلنا نطالب بضرورة إطلاق اسم سعيد الكفراوي على أحد شوارع العاصمة أو أحد البيوت الأثرية التي كان يعشقها.

واختتم الجيار تصريحاته بأن "هناك حالة من الحزن تعُمُّ الوسط الثقافي على رحيل سعيد الكفراوي، المصري الإنسان، المبدع المخلص في كل كتاباته، مخلصاً في دعوته إلى الحرية، ومخلصاً لكل ما هو قادمٌ إليه من أشكال قصصية جديدة سواء التي تأتي من الخارج، أو من الأجيال الجديدة، وعلى كل حالٍ فإنّ الكفراوي كان له نشاطٌ ثقافيٌ واضح الدلالة، مؤكِّداً على وطنيّته التي لا ينكرها أحد.

ولِدَ سعيد الكفراوي فى قرية كفر حجازى بالمحلة الكبرى، العام 1939، ونشأ فيها، وبدأ اهتمامه بالأدب مبكراً، فكوّن في مطلع ستينيّات القرن الماضي نادي أدب في قصر ثقافة المحلة الكبرى، مع أصدقائه الدكتور جابر عصفور، ومحمد المنسي قنديل، وصنع الله إبراهيم، ونصر حامد أبو زيد، ومحمد صالح وفريد أبو سعدة، قبل أن يعرف الكفراوي طريقه إلى مجلس نجيب محفوظ على مقهى ريش بالقاهرة.

 

وتعرَّضَ الكفراوي للاعتقال في العام 1970، قبيل أيام من وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بسبب قصةٍ كتَبَها، وبعد خروجه من المعتقل حكى ما حدث له لنجيب محفوظ، الذي استوحى منه شخصية إسماعيل الشيخ في روايته "الكرنك".

بدأ الكفراوي كتابة القصة القصيرة منذ ستينيات القرن الماضي، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تُنْشَر إلا في الثمانينيات من القرن ذاته، هو الذي تُرجِمَت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدنماركية.

وأخلص الكفراوي للقصة القصيرة كجنسٍ أدبيٍّ، وأصدر مجموعاتٍ كانت موضوعاتها غرائبية، وتحضر فيها خصوصية الريف المصري.

ظلّ الكفراوي ابن "كفر حجازي"، منتمياً إلى القرية بشكلها القديم، فهو، حسب عديد النقاد من الكتّاب الفلاحين الذين استطاعوا عبر ما كتبوه أن يحافظوا على وجدان وتاريخ وروح تلك القرية، التي ظل مرتبطاً بها ومتردداً عليها وعلى مولد القطب الصوفي الشهير إبراهيم الدسوقي بربابته، بحيث تحوّلت هذه التفاصيل كلها إلى عناصر في قصصه القصيرة. 

ومثل أبناء جيله من كتّاب الستينيات، محمد مستجاب، محمد البساطي، وعبد الحكيم قاسم، الذين استطاعوا عبر مشاريعهم في الكتابة أن يُبرزوا الريف المصري، كان الكفراوي منهمكاً بشكل أساسي بمناطق غامضة من ذلك الريف، بحسب تعبيره في مقابلة تلفزيونية قال فيها: انشغلت بأسئلة الأحلام، والحيوان والإنسان، والحياة والموت، والريف والمدينة، والطفولة والكهولة، والمكان والزمان.

 

وبدأت حكاية الكفراوي مع الكتابة، وفق ما قال أكثر من مرة، حين أهداه أحد أقربائه كتاب "ألف ليلة وليلة"، وتوالت القراءات بعدها، ثم بدأ يكتب القصة وذهب بشجاعة إلى مقابلة يحيى حقي رئيس تحرير مجلة "المجلة"، مرتدياً جلباباً وطاقية، وطلب منه نشر إحدى قصصه القصيرة، ونشر له حقّي القصة بعد إعجابه بها، رغم أن "المجلة" كانت تنشر، وقتها، لأبرز أعلام الثقافة فقط آنذاك.

لم يكتب الكفراوي إلا القصة القصيرة، رغم أنه عاش حياته بأكملها "آملاً في كتابة روايةٍ لم تُكتب"، كما قال ذات مرة، فقد وجد في هذا الجنس الأدبي طريقةً تُماثله وتُماثل حبَّهُ للحكايات وسردها.

أصدر الكفراوي عدة مجموعات قصصية من بينها: "مدينة الموت الجميل"، و"زبيدة والوحش"، و"ستر العورة"، و"دوائر من حنين"، "مجرى العيون"، و"كشك الموسيقى"، و"سدرة المنتهى"، و"يا قلب مين يشتريك"، و"البغدادية"، وفي العام 2015 صدرت له مختارات قصصيّة عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة. كما ترأس تحرير سلسلة "آفاق عربية"، التي تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب. وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب العام 2016، وقبلها جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي في مجال القصة القصيرة من سلطنة عمان.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات